تمر عليك بعض الأيام التي تكون شديدة السوء في حصادها النهائي فاليوم الصعب المليء بالضغوط والمشكلات والإحباطات النفسية والواقعية يجعلك تشعرين بالإختناق ويخلق داخلك حالة من التشاؤم، وعندما تجدين نفسك في هذا الوضع يكون هدفك الأساسي هو النظر إلى الحياة بمنظورها الواسع.
حاولي أن تجبري نفسك على الإبتسام مهما كانت صعوبة اليوم الذي مر بك، لأن هذه الإبتسامة ستكون الخطوة الأولى التي تضعط على طريق إستعادتك حالتك النفسية الصافية والخروج من حالة التشاؤوم والإحباط.
مارسي بعض التمارين الرياضية، ولا تشعري أن دخولك مرحلة ربيع العمر سيكون عائقاً أمام القيام بهذا النشاط البدني، بل على العكس ستفيدك هذه التمارين الرياضية إلى حد كبير في إستعادة نشاطك البدني، فضلاً عن تأثيرها على إزالة التوتر والإحباط الذي تشعرين به عقب هذا اليوم الصعب.
لا تترددي في ممارسة كل الأشياء التي إعتدتي أنها تشعرك بهدوء الأعصاب والراحة النفسي، فقد يكون دخولك المطبخ لممارسة بعض الطهي يسعد قلبك فلا تترددي في هذا، وقد يكون لهوك في مع أحفادك هو الذي يأخذك من حالة الضغط ويدخلك في عالم من السعادة وراحة البال، وقد يكون إستماعك إلى بعض آيات القرآن الكريم يخفف عنك الضغط أو الحزن والهم.
حاولي أن يكون اليوم التالي لهذا اليوم الصعب الذي مر بك مختلفاً بشكل كبير من حيث الخطوات والإجراءات فلو كان يومك السابق الذي إتسم بالإحباط والإخفاق قد تضمن لقاءك بعدد من الشخصيات التي تضغط على أعصابك وتضايقك فحاولي في اليوم التالي أن تبتعدي عن إحتمال التواصل مع هذه الشخصيات.
لا تنس أنك في مرحلة ربيع العمر تمتلكين سلاحاً مهماً وقويا وفعالاً في مواجهة الأيام التي تتسم بالصعوبة والإحباط وتبعث في داخلك شعوراً بالإختناق، ويكمن هذا السلاح في قدرتك على التخيل والإسترخاء وعدم حمل هم المستقبل، ففي ربيع العمر تقل المسؤوليات عن الآخرين أو تنعدم وبالتالي فإن مشاعر الإحباط العابرة المؤقتة يمكن تجاوزها بسهولة من خلال تركها تمضي في هدوء وتدخل في طيات ذكريات العمر التي مضت وإنقضت.
من أهم الأمور التي تساعدك على تجاوز إحباط يوم مضى هو أن تفكري في إسعاد الآخرين وستجدين الكثير من الناس في محيط معارفك وجيرانك وأقاربك يحتاجون منك إلى العطاءات سواء المادية أو المعنوية، فالصدقات والهدايا والاتصال الحنون الدافىء الذي يعبر عن طيبة قلبك وحرصك وإهتمامك، كل هذه الأمور من شأنها أن تخرجك من هذا المزاج النفسي السيء وتذكرك بأن الحياة جميلة ومليئة بالخير والإحسان.
تذكري أن كل يوم جديد يمر عليك سيحمل في طياته الكثير من الرحمات الإلهية والنفحات الربانية، وحتى تكوني أهلاً للإستفادة من هذه الخيرات القادمة لابد ألا تقفي كثيراً عند حدود اليوم الماضي مهما كانت إخفاقاته أو الجروح التي تعرض لها قلبك فيه.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المراة.